توصيات بالاهتمام بنتائج الفحص الطبي قبل الزواج ، والحد من انتشار الأمراض الوراثية
الجمعية السعودية للطب الوراثي تدعو لدعم المشروع الوطني لفحص المواليد للحد من الأمراض النادرة
دعا عدد من أطباء الجمعية السعودية للطب الوراثي إلى إعطاء المزيد من الاهتمام لنتائج الفحص الطبي قبل الزواج ، وما يسير إليه من نتائج تهم الزوجين مستقبلاً ، وتؤثر على سلباً أو أيجابا على النواحي الصحية للأطفال ، مؤكدين على أهمية الإرشاد الوراثي للمقبلين على الزواج والاستماع إلى توصيات المختصين حيال الأمراض الوراثية والتوعية بأسبابها ، حيث أجمع المختصين على أن عدم الاهتمام والاعتراف بنتائج فحوصات ما قبل الزواج هو أحد أهم الحلول الضائعة التي ساهمت في زيادة معدل الأمراض الوراثية في السعودية . مؤكدين على ضرورة توسع فحص ما قبل الزواج ليشمل الأمراض الأخرى بالإضافة إلى ما يركز عليه الآن من فحص فقر الدم المنجلي وفحص أنيميا البحر الأبيض المتوسط ( الثلاسيميا ) ، وكذلك شمول “الفحص المبكر للمواليد” للأمراض التي ظهرت مؤخراً مع ازدياد الأمراض الوراثية ، ودعم تخصص الإرشاد الوراثي من ناحية إيجاد الكوادر المناسبة وتدريبها . كما دعت التوصيات إلى وضع الضوابط الوطنية المتعلقة بالنواحي الأخلاقية مثل الفحص الوراثي للأطفال من ناحية حمل المورثات المرضية .
جاء ذلك في ختام الورشة الثالثة عشر التي عقدتها مؤخراً إدارة الشؤون الأكاديمية والتعاون الدولي بمدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية بدار العلوم بالجوف بالتعاون مع الجمعية السعودية للطب الوراثي بحضور ثمانين مختصاً من أطباء وأخصائيين وطلاب من مختلف الكليات الصحية ، وبهدف زيادة الوعي والعلم بالإمراض الوراثية وتنسيق الممارسة الطبية للوراثة وإثراء البحث العلمي والتواصل التوعوي والمهني والاجتماعي بين رواد الطب الوراثي بالسعودية.
وثمن الدكتور زهير رهبيني رئيس الجمعية السعودية للطب الوراثي الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظها الله ـ ودعمها للجمعية وقطاع الوراثة والحد من أمراضها مشيراً إلى ما يقدم من دعم في هذا المجال جدير بأن يشار إليه رغم كل الحلول الممكنة للحد من هذه الأمراض ، منوهاً لإدارة الشؤون الأكاديمية والتعاون الدولي بمدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية استضافتها وتنظيمها ، واللجان المنظمة جهودهم ، والمتحدثين الذين أثروا الورشة بتوصياتهم ، مشيداً بالحضور الكبير للمختصين ونجاح الورشة ، وهو ما دعا المتحدثين إلى التوصية باستحداث لجنة علمية في منطقة الجوف تتبع للجمعية وتشرف على النشاطات العلمية في المنطقة .
وأضاف “رهبيني” إلى أن التوصيات دعت إلى “دعم المشروع الوطني لفحص المواليد” من ناحية تدريب المتخصصين من أطباء وأخصائي تغذية وفني مختبرات وغيرهم ، مشيراً إلى أهمية هذا الفحص حيث أن معظم الأطفال يولدون بصحة جيدة, ونادرا ما يعانون من أمراض تؤثر على حياتهم , منها أمراضا وراثية استقلابية خطيرة متعلقة بعمليات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي والتي يمكننا هذا المشروع من اكتشافها ، وهو عبارة عن تحليل قطرات من دم المولود خلال الأيام الأولى من حياته والتي تشكل فاصلاً هاماً بين الإعاقة والصحة الكاملة ينبفي لنا الوقوف عنده لتجنب الإعاقات الجسدية والعقلية بعون الله وإرادته.
وأوضح “رهبيني” أن هذه الأمراض التي يكتشفها البرنامج نادرة الظهور عالمياً ، لكنها منتشرة سواء بسبب زواج القرابة أو في حال عدم الصلة القرابية ، مشدداً على ضرورة الاهتمام بنتائج فحص ما قبل الزواج حيث أن معظم هذه الأمراض ينتقل بما يسمى بالوراثة المتنحية من الأبوين إلى أطفالهم وهذا يعني أن الأبوين يكونان تلقائيا حاملين (ناقلين, غير مصابين) للمرض , وعدم وجود إصابات سابقة بهذه الأمراض لا يعني عدم ظهورها في الأبناء مستقبلا . وأبدى أسفه أن الكثير من الآباء و الأمهات لا يعرفون هذه الحقيقة إلا بعد إصابة أحد أطفالهم والذي يكون بعد ذلك صدمة اجتماعية للأسرة.
وجدد “رهبيني” تحذيره من انتشار الأمراض الوراثية في المملكة في ظل التهاون في الإجراءات الوقائية من قبل المجتمع بالذات بعد الفحوصات الزواجية غير المتوافقة.
وفي ذات السياق ، أكدت توصيات الورشة على زيادة نشاط الجمعية من ناحية عدد الورش والمؤتمرات ، ونشر الوعي العلمي عن الأمراض الوراثية وأعراضها وطرق التشخيص والعلاج والوقاية بالإضافة إلى زيادة الأيام التوعوية والمحاضرات للمجتمع عن الأمراض الوراثية في المملكة .